لا تنسَ من أنت، أو ما وجهة السفر!
"في رحلة العُمر والأيام مسرعة ..
لا تنسَ من أنت، أو ما وجهة السفر!"
صدى أثر هذه الكلمات يضج في رأسي داائمـــًا
ما وجهتك ؟ وما هو هدفك ؟
ما هي رحلتك ... وما هو أثرك !
تخيَّل للحظة واحدة كيف الحياة مُسرعة جدًا بشكل مُخيف ..
تظهر لك الذكريات قبل العام والعامين وأكثر وتقول بنبرتك المعروفة "يااااااه مسرع الأيام كأنها الأمس" !
ويوم عن يوم تنسحِب للدنيا بدوون ما تحس ولا تستوعب
كل يوم تصحى فيه تفكر بإيش؟
وكل يوم تنام فيه بعد يوم طوييل وش تنوي عليه بكره؟
جواب هالسؤالين يحدد لك أهدافك وش هي!
وقيمة الدنيا عندك وش هي ..
يمكن ما أحد يقدر يستوعب قد إيش هو يركض ركض ورا الدنيا إلا لمَا يجيه موقف يخليه يوقف في وسط ركضه وسعيه ..
يخليه يوقف ويلتفت في نفسه ويلتفت في السعي الي سعى له قد ايش هو سخيييف جدًا وهو يسعى للدنيا ويصحى وينام ويكتب ويصور وينشر لأجل الدنيا فقط
ما يستشعر لمَا ينزل مقطع أو يكتب أو يخرج إنه ممكن هذي آخر لحظاته أو آخر يوم له وما في بكره !
إيوه بالضبط هذا هو الموقف .. لمَا يموت لك عزيز أو قريب أو شخص مجهول لكن أثر فيك قصة ما بعد موته وصلاحه وخيريته ..
أعتقد إن الأغلب يهرب ويتناسى هالفكرة تمامًا .. ينسى إن هالحياة كلها هو بناء تبنيه لك لحياااة هنيّة دائمة أبدية خالدة، ممكن في أبسط الأشياء الواحد ما تحضر له هالفكرة أو هالهاجس، ينزل مقطع يعرف إن فيه إثم عليه وعلى كل من سمعَه ونشره بس يحاول يطرد هالفكرة عشان يعيش الجو ويتعايش مع الي حوالينه، يحاول يرضي المتابع والمُشاهد والمستمع عشان تزيد متابعاته أو يتوثق حسابه أو ينتشر ويصير معروف!
ومايدري هالإنسان الضعيف المسكين إن في لحظة يتنهي كل هذا .. تخيل! بس استشعر إنه في لحظة وحده يصير لحياتك الدنيوية نقطة .. ما تقدر تكمل بعد هالنقطة شيء لو مين ما كنت !
هاجس الموت والتذكّر والتذكير به داخل نفسك انت .. يصنع منك شخص يخاف الله في كلمته وحرفه ومشاهداته ومتابعاته وتصويره ..
يصنع منك شخص يسعى لحيااااااااة غيييير تمامًا عن كل لحظة تعيشها هنا !
يصنع منك شخص يخفي عمله ويكون صوتًا معروفًا مشهورًا عند الله وعند الملأ الأعلى ..
يصنع منك شخص عَرف حقيقة سعي الدنيا ..
أرجوك تأمَّل في أي خبر موت شخص تحسبه من الأخيار .. مالأخبار التي تخرج بعد رحيل هذا الشخص ؟
أنا تؤثر بي جدًا جدًا للحد الذي يُبكي القلب ..
يؤثر بي فلان أنه كفل عائلة لسنواااات ولا أحد يدري
لكن الله رأى
يؤثر بي فلانة لم يفتر لسانها في سكرات الموت عن ذكر الله !
يؤثر بي حينما يقول أهله أنه في سكرات الموت يبتسم ويحاول يتناول شيء من الأعلى ليأخذه!
ماذا رأى؟؟ مالذي يريد أن يمسكه من نعيم ؟؟
تؤثر بي رؤيا فلانة أنها في أجمل حُلة وأنهارًا تجري من تحتها !! فتكون بشرى لها ..
تؤثر بي رؤيا فلان وقد رأوه في أجمل القصور هو وزوجاته فتكون بشرى لهم ..
يؤثر بي فُلان خرج قاصدًا (الله) وقاصدًا بيته .. فعَلِم الله بصدق نيته ورأى سبحانه سعيه .. فقبضه وهو مُحرم حتى ينادى يوم القيامة مُلبيًا عنده سبحانه !
ما أعظم الكرامات عندما يصدق العبد مع ربه !
ما أصدق البشارات للعبد عند صدق سعيه !
ماهو سعيي وسعيك ؟ وما هي وجهتنا ؟
حتى ننال بُشرًا من الله .. وننال حُسن وفادة عليه
وننال صدق شوقٍ للقاءه؟
كم استشعرنا كل يوم وكل لحظة بـ (أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مُضرة ولا فتنةٍ مُضلة)
بعد كل خبر وفاة .. أستشعر أنَّ الحياة تااافهه جدًا وفارغة من كل شيء إلا منه سبحانه ومن كلامه ..
اللهُمَّ أحسِن وفادتنا عليك، وأحسن ختامنا، وأحسن أثرنا وعمَلَنا وسعينا يا رب ...
الخميس
٥/ شعبان/ ١٤٤٥ هـ.
-المـرام..
تعليقات
إرسال تعليق